الغذاء الملكي والانزيمات

شارك الموضوع

الغذاء الملكي والانزيمات 

يعتبر العسل من أهم المصادر لعلاج العديد من الأمراض ، واستغله المصريون القدماء ، حيث تم استخدام العسل قبل 4500 سنة ، في كثير من الحالات أهمها علاج الكثير من الأمراض وفي آليات التحنيط ، كون العسل يحمل العديد من الفوائد ، وخاصة ما يسمى بـ"غذاء الملكات" التي ظهرت عليه دراسات عدة تبين مدى اهميته في شفاء امراض خطيرة.

"معالي الحايك" وهي أم لأربعة أطفال تقول: العسل من أهم المواد الغذائية التي لا تنقطع من مائدتنا ، حيث أانني أحرص على إطعام أطفالي العسل قبل الإفطار ، وأعمل على وضع ملعقة كبيرة في كأس من الماء ليتناولها كل طفل ، فمن المعروف ان الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بخلط العسل بالماء لفوائده العديدة ، فهو مهدأ للصدر وملين للمعدة بالإضافة إلى أنه يلعب دور مهم في بناء الأسنان والعظام ولذلك نجده مضافا إلى حليب الأطفال ، وهو يزيد من جهاز المناعة وهنالك العديد من الفوائد التي لا حصر لها وخاصة اذا كان عسل اصليا.

"أبو سلام العبادي" يؤكد أن العسل مادة غذائية هامة جدا ، وهو من أهم المواد التي استعملت منذ القدم لعلاج الأمراض ، إذ أنه مصدرا أساسيا لا أستطيع التخلي عنه كونه كان علاجا لمشكلة مهمة كنت أعاني منها ألا وهي الصداع الذي كان يصيبني ، حيث تم توجيهي لاستخدام "غذاء الملكات" اذ يحمل قيمة مضاعفة من الفيتامينات والفوائد العلاجية وقد شفيت من ذلك.

ويشير "محمد الحياري" صاحب محل لبيع العسل ان هنالك إقبالا كبيرا من قبل الناس على العسل وخاصة "غذاء الملكات" ويتم توفيره بأنواعه المختلفة ، فهنالك غذاء الملكة الصيني والذي يباع الغرام منه بدينار واحد أما الغذاء البلدي فيباع بثلاث دنانير ويتم جلبه من الأغوار والمناطق الجبلية.

فغذاء ملكة النحل يسمى بـ"الغذاء المغير للصفات" وتم تجريبه على الكثير من الأمراض ولا يزال هنالك الكثير من الدراسات قيد الانتهاء ، ومن الدراسات التي أثبتت فعالية "غذاء الملكة" في شفاء العديد من الامراض من بينها: يعالج امراض الجهاز العصبي ويعمل على مقاومة إصابات البرد ، ويخفف من أخطار الأزمات القلبية بالإضافة إلى أنه يعمل على تنشيط الدورة الدموية.

ويضيف: لـ"غذاء الملكات" استخدامات جمة من بينها أنه يقاوم انتشار السرطان ، ويساعد الأطفال الخدج للعودة إلى طبيعتهم ، ويدعم الجسم بالطاقة ، إلا أنه لا يستخدم كيفما نشاء بل يخلط من 10" - "40 غرام في كيلو واحد من العسل والجرعة تكون ملعقة طعام على الريق صباحا وتوضع تحت اللسان ومساء قبل النوم.

وقد أثبتت دراسة أجريت في الجامعة الأردنية قدرة خليط من غذاء الملكات ونوع من بكتيريا الجسم النافعة لإيقاف %80 من فعالية الأنزيمات المنتجة للمواد المسرطنة داخل الجهاز الهضمي.

وكشفت دراسة علمية حديثة أجراها أستاذ التقنيات الحيوية الدكتور "مالك حدادين" نجاح استخدام غذاء الملكات بمرافقة للبكتيريا الداعمة الموجودة في الجهاز الهضمي ، والتي تعرف بـ"البكتيريا النافعة" في إيقاف نشاط الأنزيمات المنتجة للمواد المسرطنة داخل الجهاز الهضمي في حال وجودها بمقدار %80 ما يبشر بتحقيق تقدم ملموس للوقاية من سرطانات الجهاز الهضمي وتحديداً سرطان القولون.

وأجريت الدراسة بدعم من عمادة البحث العلمي في الجامعة بعنوان "تأثير استعمال الغذاء الملكي ومصدره عسل النحل على الأنزيمات الخاصة بإنتاج المواد المسرطنة من الأغذية داخل الجهاز الهضمي".

وقال الدكتور "حدادين" أنه أجرى لعدة سنوات تجارب على "فئران خاصة" بهذه الدراسة وتبين أن الأنزيمات الخاصة التي تعمل على تحويل المركبات ما قبل المسرطنة إلى مسرطنة "قد انخفض انخفاضاً عالياً جداً" في فترة قياسية وقصيرة ، لافتاً إلى أن استخدام الخليط تقدم مغذيات مهمة لخلايا الجهاز الهضمي. وأضاف: أن الخليط يعمل على مقاومة الفيروسات بحيث أظهرت الدراسة وجود مواد ذات فعالية داخل "غذاء الملكات" إذا اختلطت بالبكتيريا المستوطنة في داخل الجهاز الهضمي (البروبتيوك) تعمل على إيقاف إنتاج الأنزيمات المسرطنة. وحول كيفية استخدام الخليط ، قال "حدادين" أنه يتم إضافة كميات "قليلة جداً" من غذاء الملكات المستخدمة بين (1,5 - 3) غرامات في لتر حليب خالي الدسم ، وتابع أن فترة استخدام الغذاء تستغرق حوالي "أربعة أسابيع فقط".

وبحسب "حدادين" فإن استخدام الخليط "يعد وسيلة وقائية ناجحة" لهذا المرض الذي يأتي في مرتبة متقدمة من الأنواع السرطانية المنتشرة عالمياً بعد سرطان الرئة ، ولفت إلى إن الدراسة ستنشر في دوريات عالمية محكمة قريباً ، وقال أن هذه الدراسة أجريت في مختبرات كلية الزراعة بالجامعة ـ قسم التغذية والتصنيع الغذائي.

والجدير بالذكر أن البكتيريا النافعة تظهر في الجهاز الهضمي بعد ولادة الطفل مباشرة ولها وظائف مهمة أبرزها منع نمو الجراثيم التي تسبب الأمراض الخطيرة وتزويد جهاز المناعة للطفل بمحفزات لتجعله بحالة يقظة طوال الوقت وتقليل مادة الكولسترول من الغذاء إلى الدم إضافة إلى أنها تقدم مغذيات مهمة لخلايا الجهاز الهضمي ومقاومة الفيروسات والتقليل من مجموعة اضطرابات الجهاز الهضمي مثل ظاهرة القولون العصبي